يقال أن في كل رجل شيئا من الأنوثة مهما كان بسيطا ، كما أن في كل امرأةشيئا من الرجولة مهما كان بسيطا ، و هذا صحيح من الوجهة العلمية و إن لم نكن فيصدده الآن .
نظرة إلى المرأة في برج الميزان ترينا إياها مرتدية زي الرجل بالبساطةنفسها التي ترتدي بها ثياب الحرير ، و تبدو في الزيين بمنتهى الرقة و العذوبة والأناقة ، و إذا أمعنا النظر قليلا و جدنا أن وراء الثوب – أو البنطلون لا فرق– عقلا واعيا و إرادة صلبة و تفكيرا منطقيا يعمل بمبدأ الرجال .
و بكلام آخر نقول أنالمرأة التي تنتمي إلى برج الميزان يجب أن لا نحكم عليها من خلال غمازتيها وابتسامتها العذبة فقط .
لا نبالغ إذا قلنا أنها أول من أوجد " المونولوج " أيالحديث من جانب واحد . لكن ذلك لا يعني أنها مجرد امرأة ثرثارة .
فهي تزن في الواقعكل كلمة و رأي بغية الوصول إلى أصدق النتائج و أكثرها موضوعية ، و بما أن عندها منالرقة قسطا وفيرا نجدها تصدر آراءها و معتقداتها بطريقة دبلوماسية لا تتوفر لزميلهارجل الميزان .
لا يمنعها هذا من الابتعاد عن أساس المواضيع و القضايا التي تعالجهافي بعض الأحيان ، الأمر الذي يسبب للآخرين الضيق و الانزعاج دون أن يفقدها شيئا منسحرها و جاذبيتها .
تحب هذه المرأة العمل خارج البيت قبلالزواج و بعده , و هي تهدف من وراء عملها إلى المال الذي تعتبره بطاقة دخول إلىعالم الجمال و الذوق الرفيع .
و إذا فكرت في المال أيضا فمن أجل زوجها الذي تعزه وتحترمه أكثر من أي انسان آخر ، و يعتبر الزواج في رأيها شركة مساهمة بين اثنين معضرورة وجود أحدهما – تختار نفسها عادة – على رأسها .
و هي باختيارها الدور الأولتسعى قبل كل شيء لخدمة زوجها ، فتمهد أمامه الطريق و تدرس جميع الإمكانيات و السبلالتي من شأنها أن توصله إلى حيث يبغي ، كل ذلك دون تذمر من ناحيتها ، أو شعوربالحرج من ناحيته .
المشاركة على كل حال في طبعها ، و الانفراد بالرأي أو العمل خطأتحاول تلافيه قدر المستطاع.
بيتها يبدو كالتحفة الفنية أو كالإعلان في مجلةأنيقة ذات مستوى عال ، تهوى جمع الأدوات الفضية و الأطباق الثمينة و المفارشالأنيقة و الشمعدانات و غير ذلك .
طعامها سواء أعد للضيوف أو لأفراد البيت ممتازنوعا و طعما و كمية .
و هي محدثة لبقة تعرف كيف تصغي متى أرادت ، ثم إنها تحبالملابس الفاخرة و العطور الثمينة و الموسيقى الكلاسيكية و تكره العيش بمفردها .
هذه المرأة أيضا مثقفة تثقيفا عاليا ينفعها في حياتها الخاصة و العامة .
و معأنها مفطورة على العاطفة إلا أن رجاحة عقلها تدفعها إلى التحرر من تلك العاطفة وخصوصا في الميادين التي تتطلب المنطق و الحكمة ، هذا و بسبب أنوثتها الشديدة يظنهاالبعض ضعيفة مترددة أمام المحن ، لكنها من معدن طيب صلب و ذات إرادة حادة تعمل فيالأزمات على أفضل نحو و إذا فليس بالمستغرب أن ( يعبدها ) زوجها من أجل خصالهاالعديدة بوجه عام و من أجل لطفها و توددها بوجه خاص.
إذا تمنت امرأة برجالميزان أن ترزق الأولاد كان دافعها الأساسي إرضاء زوجها لا غير ، لذلك من الصعبعلى أولادها أن يحلوا محل أبيهم في قلبها في أي وقت من الأوقات مع أنها تكون لهمأما ممتازة تحسن رعايتهم و تشرف على نظافتهم و راحتهم و تعاملهم باللين والحسنى فيمعظم الأحيان ،إلى جانب ذلك لا تتردد في تطبيق النظام و فرض العقوبات بوحي منإدراكها و حكمتها و دون أن تنسى ،ولو لحظة ، هناء زوجها و راحته ، فهل يسعنا بعدذلك سوى القول هنيئا له بها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق