فتحه اعلانيه

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

الرجل الحمل

                    




إذا درسنا عن كثب مولدا كهربائيا يعمل ، أو مشعلاناره متوهجة ، أو قنبلة في لحظة الانفجار ، أمكننا أن نكوّن فكرة إجمالية عن هذاالنوع من الرجال ، فهو رجل الإثارة بلا منازع وإن كان خيرا للمرأة التي تنشد الاستقرار أن تبتعد عن دربه ، إنه مشتعل العاطفة تارة ، بارد كدبّ القطب الشماليتارة أخرى ، إذا وقع في الحب فعلا غاص فيه حتى أذنيه ، وإذا تحطّم ذلك الحب بسبب منالأسباب عمل ما في وسعه لجمع أجزائه المبعثرة وصبّها في قالب جديد ، أما إذا استحالذلك أهمل القضية بصورة نهائية وراح يبحث عن مصدر إلهام جديد.
لا تـنقصه الوسائلللتعبير عن حقيقة شعوره ، الشرود والتنهدات والشعر . . . كل شيء جائز وممكن ، المهمأن يكشف عن نفسه تماما وألا يبقى في منتصف الطريق ، فأنصاف الحلول ليست من مبادئه .
الإخلاص رائده ، لا يضاهيه في هذا الميدان أحد ، وبما أن الصدق مبدأه يبقىمخلصا لمن يحب حتى في التفكير ، أهدافه العاطفية تتسم بالنبل والجد متخطية العلاقةالعابرة أو إشباع الغرائز .
يتطلب من المرأة التي يحبّ مقابل ذلك البقاء عند حسنظنه وبذل الجهود لإرضائه وجذبه والاحتفاظ به أطول مدة ممكنة ، فإذا فشلت تركهاوراءه وراح يبحث عن أخرى ترضي مزاجه العاطفي الجيّاش.
أي سلاح ينجح مع هذاالرجل؟ إذا لجأت المرأة معه إلى الغزل الصريح المكشوف هرب بعيدا آلاف الأميال ، يهربأيضا إذا نظرت إلى غيره من الرجال مجرد نظرة عابرة لأن من صفاته الرئيسية الغيرةوحب التملك ، ومع أنه يتوقع من حبيبته الإخلاص التام إلاّ أنه يأبى – ولو ظاهريامبادلتها بالمثل ، فهو مضطر – بحسب اعتقاده – إلى إقامة بعض العلاقات البريئة التيتفرضها مهنته ومكانته الاجتماعية.
هذا الرجل متمرد بطبيعته ، يهوى تحدّيالسلطة لاعتقاده أنه أذكى وأفصح من أربابها ، كثيرا ما تحدث له المشاكل لعدمانصياعه لغيره ولتـفضيله دور السيد لا التابع ، لا يُستبعد أن يحاول البعض تلقينهدروسا قاسية في التواضع والامتثال .
 وبهذه المناسبة يجدر بالمرأة التي يحبها رجلبرج الحمل أن تقف دائما إلى جانبه ضد أعدائه وأن تحب من يحب وتكره من يكره ، هذاإذا أرادت حقا الاحتفاظ به أطول مدة ممكنة .
قلنا من قبل أن مولود الحمل يجهلالكذب والتحايل ويتبع الأسلوب المباشر في جميع تحركاته وتصرفاته .
في ميدان الحبمثلا يستحيل عليه التمثيل إذا هدأت عاطفته ، لأن كل شيء فيه يُشير عندئذ إلى حقيقةشعوره ، يظهر في صوته ونظراته البرود ، ويغلفه الضجر وقلة الصبر ، لكنه نبيل علىالرغم من كل شيء ، إذا حصل بينه وبين الحبيبة سوء تفاهم بادر إلى الاعتذار ولو كانالحق بجانبه .
وفي الأوقات العادية يشبعها مديحا وثناء ويلازم سريرها في أوقاتالمرض ولا يتردد في الإنفاق عليها بسخاء بالغ أن أمكنه ذلك .
إنه يتمناها أنثى بكل ما في الكلمةمن معان ، وفي الوقت نفسه يُنمّي فيها روح الاستقلال والفردية ، شرط ألاّ تتخطىحدودها وتتبوأ مكان الصدارة الذي هو من حقه وحده ، وإن كان لا يعني تماما ما يقول،ولما كانت العواصف تمر عليه بسرعة مذهلة دون أن تترك أثرا يتوقع من حبيبته النسيانوالمغفرة مهما بلغت درجة الأسى الذي سبّبه لها .
 إذا أمام مولود برج الحمل احتمالانلا غير :- إمّـا أن يسود أو أن يترك البيت من غير عودة ، وعلى زوجته بدورها ألاّتكون سلبية أو خجولة أكثر من اللازم .
سخاء هذا الرجل لا يُضاهى ، فهو لا يبخلعلى حبيبته بشيء مهما قلّت سبل العمل والمورد ، خير لها إذا أن تمد يد المساعدةبدورها فتدخر ولو القليل لتفاجئه به عند الحاجة ، وما أكثر أوقات الحاجة عند رجلبرج الحمل ، يكفي برهانا على ذلك إيمانه بالمثل القائل : " اصرف ما في الجيب يأتكما في الغيب.
الرجل الحمل ، كأب ، عطوف محب يحدب على أولاده ويرعاهم ويؤمنلهم جميع فرص اللهو واللعب ، يتجاذب معهم الأحاديث ويشاركهم الهوايات والرياضةوالنزهات وغير ذلك ، كثيرا ما يدعوهم إلى وجبة غداء أو عشاء في أفضل الأماكن العامة ،والغريب أنه على الرغم من هذه العاطفة يكره أن تهمله زوجته في سبيلهم .
فياستطاعة زوجته العمل خارج البيت ، لا مانع لديه شرط أن تبقى محتفظة بأنوثتهاوعذوبتها وتبعيتها له ، أما استقلاله هو فأمر مقدس لا يحق لها مناقشته من قريب أوبعيد ، غير أنها – إن كانت على شيء من الذكاء والفطنة – تستطيع التدخل في شؤونه فيالوقت الملائم ، وبالتالي أن توجهه بأسلوب لبق يشعره بأنه لا يزال السيد المطاع.
حينما يكتشف إنسان برج الحمل أنه فقد سيادته وسيطرته ، سواء أكان ذلك في البيتأو في العمل ، ينطوي على نفسه ويصبح عديم التفاؤل والحيوية .
 إنه لا ريب عنوانالرجولة الصحيحة ، ويستحق نوعا مميزا من النساء ، امرأته المفضلة تقف بين تلك التيلا تعرف من دنياها سوى النوادي والجمعيات وتلك التي تكتفي بحياكة الصوف في إحدىزوايا البيت ، متى وجد ضالته المنشودة تحوّل إلى سيد المتيمين وجعل من حبيبته أسعدالنساء قاطبة  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق