فتحه اعلانيه

الخميس، 14 فبراير 2013

المدير العذراء

ليت كل من يعمل في خدمة هذا الرجل يظهر له الطيبة والمحبة لأنهضمناً إنسان معذب مقهور لم يُخلق لهذا المركز بالذات ، من الصعب على مولود برجالعذراء ممارسة السلطة لأن في طبيعته ما يُناقض مثل هذا الدور ، وإذا بدر منه العكسكان السبب تأثيرات فلكية غريبة عن البرج المذكور.

إن أفضل مكان يستطيع هذا الرجل تبوأه هو الكواليس أو الزوايا الجانبية ، يستطيع أن يكون مثلا ً سكرتيراً أونائب رئيس أو مستشار أو شيء آخر غير المدير العام أو رئيس مجلس الإدارة .

 فالاحتكاكاليومي بالأفراد وبهمومهم يُرهقه وهو الغارق في همومه الخاصة ، هذا مع العلم بأنهأقدر الناس على تسلم القضايا المعقدة وعلى إيجاد أفضل الحلول بأسرع وقت وبأقل عددمن الهفوات والأخطاء ، إن موهبته الفريدة هذه لا تحتاج إلى مركز الرئاسة لأن فرضتحقيق المعجزات منوطة بالمراكز الأكثر تواضعاً . من ناحية أخرى يتمتع رب العمل أو المدير عادة بالمرونة والليونة ، حتى المواربة ، فإذا طـُلب رأيه في أمر ما ابتسمابتسامة غامضة ورد بجواب مطاط مبهم ، ذلك هو سر نجاح الإنسان في المراكز العليا ، وذلك هو أيضاً الشيء الوحيد الذي يفشل فيه رجل العذراء.

من الصفات التياشتـُهرت عنه تسميته الأشياء بأسمائها الحقيقية دون تحوير أو تطوير ، والحياد عندرب الأضواء والشهرة .

 مكانه إذاً هو حيث يتسنى له تنظيم الأعمال وتسييرها على أفضل وجه تاركاً لغيره مجال الظهور وقطف ثمار النجاح .

إنه يرفض على كل حال أي نشاطاجتماعي أو غير اجتماعي قد يُلهيه عن مهماته وواجباته الأساسية .

 وإذا شاءت لهالظروف دور المدير العام صاحب الشأن والعزّ شعر بالارتباك والأسى وتمنى في قرارةنفسه لو يستطيع خلع هذا الثوب الفضفاض وارتداء ما هو أبسط وأصلح .

فياستطاعة هذا الرجل إدارة مؤسسة صغيرة لا يتجاوز عدد أفرادها أصابع اليد الواحدة أو اليدين معاً لا أكثر من ذلكهنا تتاح له فرصة تسيـير العمل بأسلوبه الواقعي المعروف ، هنا أيضاً يمكنه غربلةالأفكار والمقترحات وتصنيف الطاقات وعصر الأدمغة بطرقه التحليلية القائمة على الجدل البنـّاء ، أخيراً هنا يستطيع اعتماد الصراحة والصدق بدلا ً من المواربة والرياء،كل ذلك كفيل بجعل هذا الرجل رب عمل ممتاز شرط ألا يتجاوز عدد موظفيه أصابع اليدالواحدة أو اليدين معاً لا أكثر من ذلك كما قلنا سابقاً.

الرجل المنتمي إلى برج العذراء يُظهر الغرابة في تصرفاته مع سكرتيرته الخاصة ، فهو يلومها على أبسط الهفوات سواء أظهرت منها فيعملها أو هندماها أو طريقة عنايتها بالمكتب عامة وهو يرفض بحزم سماع قصصها ومشاكلها العاطفية كما يرفض أبسط عبارات الغزل منها وكذلك يرفض وجود نساء في إدارته ولو أرغم علي وجود نساء في إدارته يفشل في عمله ولا يؤديه بأتقان ، من الأشياء التي لا يستسيغها ولا يقبلها الزينة الصارخة والشعر المسترسل والثوب القصير ، مقابل ذلك يُظهر اهتماماً كبيراً بصحة سكرتيرته ويمنحها الإجازات لأبسط الأمراض ، وإذا وجد أن عملها يستحقالتقدير والتشجيع رفع مرتبها إلى القدر الذي تستحقه دون زيادة أو نقصان ، إنه على كل حال من الرجال الذين يعرفون كيف يُصنفون البشر دون أن يُؤخذوا بالوهم أو القشور.

من الطبيعي أن يتهمه البعض بالخجل ولا سيما لأن تقديم الهدايا ليس منطبعه ، لكنه في الواقع طيّب ومستقيم إلى أبعد الحدود ، ويكفي أنه موجود في أوقات المحنة مع أن مصادقته أمر في غاية الصعوبة ، إنه عنوان الإنسان الذي يعيش في وحشةوسط الجماهير والسبب هو في الغالب ذلك الحلم البعيد الذي يُراوده دون أن يعلم بهأحد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق