فتحه اعلانيه

الجمعة، 15 فبراير 2013

المدير الدلو

إنّ وجود مواليد برج الدلو على رأس الشركاتوالمؤسسات أمر نادر الحدوث لسبب وجيه هو أنهم يُفضلون البطالة على الالتزام بأعمالوأوقات وأماكن محددة . إنهم بطبعهم يكرهون إصدار الأوامر واتخاذ القرارات وترؤسالجلسات الرسمية على اختلاف أنواعها . ومع ذلك ما أن يمضي على وجودهم على رأس العملبعض الوقت حتى يشعر الآخرون أنهم جزء لا يتجزأ من العمل , لا يُمكن الاستغناء عنهم.
 
على الرغم من العوامل السلبية التي يتمتع بها رجل برج الدلو , كالخجلوالنسيان والإهمال والتقلـّب وغير ذلك , يتحلى بخصال إيجابية عظيمة منها الفكرالحاد والمنطق السليم والحدس العظيم ووضوح الرؤية ممّا يُتيح له معرفة المستقبلواستعراض خطوط القضايا العامة في الوقت الذي يضيع فيه غيره في تـفاصيل الأموروهوامشها . ومع ذلك كثيراً ما يقع ضحية ذاكرته الضعيفة فينسى مثلا ً اسم سكرتيرتهالخاصة التي تلازمه منذ سنوات . على أن النسيان لا يمنعه من أن يكون فضولياً يتحرّىخصوصيات موظفيه لا لسبب سوى التمكن من درس الطبيعة البشرية . وهو في محاولاتهالاستكشافية هذه لا يُقاضي أحداً ولا يُوجّهه أو يحتـقره . كما أنه يرفض أن يُثارأو يُصدم من أمر مهما كان فظيعاً . ثم إنه يأبى تميـيز شخص من آخر , كما يأبى أنيصدر الأحكام سلفاً معتبراً جميع الناس أصدقاء جديرين بودّه واحترامه.
 
يتوخىرجل برج الدلو في العاملين معه الصدق والاستقامة , ولكنه لا يعبأ كثيراً بأفكارهمومعتقداتهم الخارجة عن نطاق العمل . إنه رجل حق وعدالة , يُكرم من يستحق الإكرامويُعاقب من يستحق العقاب دون أن يتخل عن تهذيبه ونعومته . كما يؤمن بجدوى الأعمالالمشتركة فيترك لسواه حق المبادرة في اتخاذ الرأي وفي تحمّل المسؤولية.
 
فيهذا الإنسان طرافة لا تـُنكر . فهو مستعد دائماً لإجراء التغيـيرات سواء في نظامالعمل أو في المواعيد أو حتى في تـنسيق المكتب دون علم الموظفين العاملين معه. بالمقابل لا يحاول التدخل في شؤونهم أو عاداتهم أو مظهرهم الخارجي , ولهذا السببيجد نفسه مُحاطاً بزمرة متضاربة الأذواق في المأكل والمشرب والعادات واللباس وغيرذلك.
 
هذا الإنسان قادر على الكلام والإصغاء والاختلاط بالناس تماماً كما هوقادر على الصمت والتأمل والعزلة فترة غير وجيزة . لكن مهما كانت حالته النفسيةيعتبر جميع العاملين معه , حتى المنافسين له , أصدقاءه وأحباءه. من ناحية أخرىيُحاول دائماً الفصل بين عمله وعائلته فتمر الأشهر والسنوات دون أن يزور مكتبه قريبأو أن تـقع عيـن موظف على زوجته أو أولاده . هذا ومن الأشياء التي يرفضها بإصرارالتبذير وتوزيع المنح دون مبرر , وإقراض الموظفيـن جزءاً من مرتبهم خارج أوقاتالدفع.
 
إنه باختصار إنسان غريب الأطوار كثير الأخطاء قليل الكفاءة إذا ماقورن بغيره من أرباب العمل التابعين للأبراج الأخرى . ومع ذلك ينجح في الحصول علىمكانة رفيعة وقدر كبير , ولا يُستبعد أن يختار يوماً بالإجماع كأفضل رب عمل فيالأوساط التي تعرفه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق